الطريق نحو مدني …. إرتباك وسط جنود المليشيا وسرية حول تحركات الجيش
عاجل نيوز
فيما يبدو، فإن شهر عسل مليشيا الدعم السريع في ولاية الجزيرة، على وشك أن يتحول لكابوس مع اقتراب الجيش أكثر وأكثر من المحور الشرقي الذي تجاوز بالفعل مناطق ود الأبيض والشريف يعقوب واقترب من حنتوب.
شهدت مدينة رفاعة شرقي الجزيرة، أمس الأربعاء، حدثا فريدا، حيث هبطت قوة من مليشيا الدعم السريع على متن “دفارات” وراحت تجمع بالقوة، عناصر التمرد لإرسالهم لتحصين مدينة ود مدني، مع اقتراب الجيش بها من محورين.
وحسب مشاهدات “الطابية” فإن القوة التي فيما يبدو أنها شرطة عسكرية للمليشيا كانت تحمل سياط جلدت به عناصرها داخل السوق، الذين رفضوا الذهاب إلى ود مدني والمشاركة في القتال وشهدت شوارع الأحياء القريبة من سوق رفاعة مارثون سباق، حيث كانت قوة الدفار تلاحق عناصر التمرد، وعندما تتمكن منهم تزج بهم داخل الدفار.
الحال هذا لا يختلف كثيرا عن غربي الجزيرة، حيث بات مظهر امتناع عناصر المليشيا المشاركة في القتال مألوفا، وفي غرب الجزيرة، ذكر شهود عيان لشبكة الطابية، أن العديد من عناصر المليشيا التي كانت تقوم بعمليات نهب في قرى غرب الحصاحيصا، بدأوا في الانسحاب، حيث تقلصت أعداد العناصر داخل الارتكاز الواحد بينما اختفت أخرى تماما.
جنوبا، بدأت الدائرة تضيق على المليشيا عقب سيطرة الجيش على كبري الهبانية، ما يعني أن الحاج عبد الله، كبرى مدن جنوب الجزيرة، باتت تحت أنظار الجيش الذي يبعد عنها نحو 25 كيلومتر فقط.
مراقبون يرون أن الجيش متقدم في الواقع أكثر مما هو في وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك بسبب تأخر وصول المعلومة أول بأول جراء انقطاع خدمة الإنترنت والسرية التي يحيط بها الجيش مساره نحو عاصمة الجزيرة، فعندما تصل المعلومة أن الجيش في منطقة ما يكون بالفعل قد تجاوزها في وقت سابق وتقدم للأمام.
المستنفر فرحات ود العمدة، ألمح خلال منشور على صفحته بموقع فيس بوك، إلى اقتراب النصر، ونشر فيديو لوجود الجيش في منطقة الشكينيبة وأخر في منطقة لم يسمها، ويرى متابعون أن تصريحات ود العمدة، الذي أطل على السودانيون ناقلا لهم خبر تحرير الإذاعة، توحي بتقدم كبير للجيش، عكس ماهو معلن في الوسائط.
الإشارة الأخرى، التي يستدل بها مراقبين على تقدم الجيش نحو عاصمة الجزيرة، وتضييق الخناق على التمرد، هو ذلك الارباك الذي ظهر جليا وسط المليشيا للدرجة التي دفعتها لمطاردة منسوبيها في محليات وقرى الولاية والدفع بهم نحو ود مدني.
مع كل هذه المؤشرات وغيرها، يجزم مراقبين أن تحرير مدينة ود مدني، سيكون مفاجئا وصاعقا، ليس للمليشيا فقط وإنما لعموم الشعب السوداني، لكنه بالمقابل سيكون بداية النهاية للتمرد في ولاية الخرطوم، وخطوة في طريق طويل لتحرير متبقي ولايات البلاد.