عوض ابكر .. .. خزعبلات التشادي المغرور اللمين الدودو.. وحكمة الشيخ موسي هلال زعيم المحاميد بالسودان……………….
عاجل نيوز
يعتبر البروفسير التشادي المغرور/اللمين الدودو عبدالله الخاطري من المؤيدين لتنظيم التضامن العربي الذي يعتبر تنظيما شعبويا ظهر قبل ثلاثة او أربعة عقود خلت علي وجه التقريب والذي يضم نخب ومثقفين من قبائل وافخاذ وبطون عربية تمتد من دول ساحل غرب افريقيا الي البطون والقبائل العربية داخل السودان وتشاد
.. اذ جميعها تنضوي تحت لافتة قبائل العطاوة. بل يعتبر الدودو من المثقفين المتقفيين لاثر احمد ولد سيدي محمد البربوشي (مالي الاصل وموريتاني الحنسية) وقع الحافر بالحافر والذي يعتبر المنظر الأول لإقامة دولة لعربان الشتات بدول الساحل الأفريقي الغربي المنتشرين كاقليات ترزح تحت استبداد انظمة الحكم في كل من مالي والنيجر وجنوب ليببا وتشاد وأفريقيا الوسطي والذي بني نظريته اي حركته التحررية انذاك اي البربوشي علي الشعوبية العربية .ولكن قد تلاشت هذه النظرية وذهبت ادراج الرياح قبل أن تستوي علي سوقها بسبب تقاطعات السياسات الإقليمية والدولية في المنطقة انذاك . ولكن مع تعاقب الأعوام قد حاول لاحقا الرئيسان الراحلان الليبي/ معمر القذافي والمالي /المختار ولد داده تطبيق النظرية الي ارض الواقع..حيث تبني الرئيس المالي استخراج شهادات الجنسية والجوازات لهم بينما تبني الرئيس الغزافي فتح ثكنات للتدريب العسكري وفتح الجامعات الليبية علي مصاريعها لقبول طلابهم. أما المجموعات العربية المعنية في هذا المقال .. إذ تضمن مجموعات كبيرة منتشرة في غرب افريقيا كقبيلة بني حسان التي ينتمي اليها عدد كبير من المجموعات العربية في موريتانيا وازواد وقبائل كنته وتجكانت في مالي وموريتانيا والنيجر بالاضافة الي قبائل اولاد سليمان والمحاميد في السودان و تشاد ومالي وتنضوي تحتها مئات الافخاذ والبطون الصغيرة. لعل هذه المحاولات المستمرة التي ظل يقوم بها نخب تنظيم التضامن العربي بدول الساحل الافريقي الغربي وعلي راسهم الدودو ،لاجل اقامة دولة تلم شعث شتات اعراب غرب افريقيا قد عصفت بها المتغيرات الدولية كسابقتها الا انها ظلت تعتمل في دواخلهم كبركان خامد. وظل الأمر هكذا حتي برز مؤخرا عاملان اساسيان في المشهد السياسي الاقليمي والدولي افضتا الي أحياء هذه الفكرة من جديد..إذ يتمثل العامل الأول بروز نظرية او مصطلح الشرق الاوسط الجديد للكاتب المستشرق اليهودي الامريكي برناد لويس التي ظهرت في المشهد السياسي الدولي والاقليمي مؤخرا والتي تقوم علي تقسيم العالم العربي والإسلامي الي دويلات اثنية ودينية صغيرة حتي يسهل حكمها ومنها دولة السودان التي قسمتها النظرية الي خمسة دويلات علي النحو التالي:(دويلة دارفور _دويلة جبال النوبة_دويلة الفونج_دويلة البجا في الشرق-دويلة الشمال) والتي يقف من خلفها الدوائر الغربية والصهيونية العالمية وأجهزة استخباراتها والتي تعتبر بمثابة الضوء الاخضر للتدخل في شئون السودان ، اما العامل الثاني فهو صعود نجم قائد الدعم السريع الفريق اول/محمد حمدان دقلو (حميدتي) الذي ينتمي لفخذ من المحاميد من قبيلة الرزيقات الهلالية البدوية التي تمتد جذورها الي القبائل العربية بالساحل الغربي لافريقيا كنائب اول للحكومة السودانية التي شكلت عقب ثورة ديسمبر عام ٢٠١٩م بين قوي الحرية والتغيير المركزي والمؤسسة العسكرية مع امتلاكه اي حميدتي لثروة هائلة جمعها من خلال تجارته بذهب السودان مع دولة الإمارات العربية المتحدة، فضلا عن استثماراته في المرتزقة التي اتي بهم من عربان شتات الساحل الافريقي في حرب اليمن الذين تحولوا لاحقا آلي قوة ضاربة تحت امرته.. واستثمارا لهذين العاملين رأي دعاة التضامن العربي وعلي راسهم اللمين الدودو بأن الفرصة قد اتتهم علي طبق من ذهب فلا ينبغي اضاعتها، لاجل اقامة دولة عربان الشتات في السودان الذي يعتبر لهم بمثابة ارض الميعاد كما حدث لارض فلسطين من قبل اليهود فطفق يحرض علي القتال حتي تحقيق النصر لقوات الدعم السريع .. لكنه اصطدم من حيث لايحتسب بالموقف الوطني القوي للشيخ/موسي هلال زعيم قبيلة الرزيقات المحاميد العربية ( الذي تجلي من خلال خطابه الذي القاه امام حشد من قواعده وأتباعه بدامرة مستريحة بشمال دارفور خلال شهر أبريل المنصرم ٢٠٢٤م و الذي وصف فيه عربان الشتات بالمرتزقة ، لافتا الي ان المواطن الصالح لايضع يده مع من يغزو بلده وان المواطن الصالح لايخرب مؤسسات بلده ولايخرب بنياته التحتية ، مؤكدا وقوفه مع الوطن ومع الدولة ومع الجيش السوداني في معركة الكرامة ضد المليشيا )، الشيء الذي استفز البروفسير التشادي المغرور ليتقيا كل مافي داخله قائلا: في رده علي الشيخ/موسي هلال المؤرخ بتاريخ ٢٣ ابريل ٢٠٢٤م تحت لافتة التضامن العربي نقتطف منه الاتي: ( مامن احد في العصر الحديث طعن العرب بخنجر الخيانة مثلما فعل الشيخ/الشيخ موسي هلال ، رافضا وصفه لهم بالمرتزقة، لافتا الي انهم اهل نجدة وفزعة وليسوا بمرتزقة ، مشيرا الي ان مشروع الدعم السريع هو مشروع وجود لهذه الامة ويقصد بالامة هنا عربان الشتات، مؤكدا بان الدعم السريع بالغ هدفه بتاسيس دولته في السودان وفي المنطقة)
ولعل اتخاذ الشيخ/موسي هلال لهذا الموقف الوطني النبيل لم يكن خبط عشواء ،وانما نتيجة لحكمته البالغة و
نفاذة بصيرته ولحسه الوطني القوي الذي هداه ليفرق بين انتمائه للوطن وللدولة التي يحمل هويتها من ناحية ، وبين انتمائه للقبيلة والعشيرة من ناحية اخري .. لعلنا كنا نطمع بأن تقف زعامات القبائل العربية العريقة بدارفور ذات الموقف .اما قضية الشعوبية التي ينادي بها البروفسير/ التشادي الدودو ، فلا توجد لها ارضا خصبة في السودان البتة ،خاصة وان المجموعات العربية التي توجد في غرب السودان والتي لها امتدادات داخل دول غرب افريقيا قد اندمجت وانصهرت بمستويات مختلفة مع المجموعات المحلية ذات الأصول الافريقية في السودان لعدة قرون مضت واكتسبت هوية السودانوية التي لاتمت لهويات عربان الساحل الافريقي الغربي بصلة عكس مجموعات شتات عربان دول الساحل الافريقي التي فشلت فشلا ذريعا لعدة قرون في ان تندمج في المجتمعات المحلية التي توجد بها ، فأصبحت تعيش علي هامش مجتمعات تلك الدول متقوقعة حول تقاليدها البدوية وعاداتها العشائرية المتوارثة كابر عن كابر وسط بيئاتها الصحراوية القاحلة ، ومما لاشك فيه أن الموقف الوطني القوي الذي وقفه الشيخ/موسي هلال كما اشرنا انفا، قد شكل لطمة قوية لكبرياء اللمين الدودو ولدولته المزعومة في السودان والذي كان يعول كثيرا اي الامين علي ان يكون الشيخ/هلال احد ركائزها، الأمر الذي جعله يفيق من وهم خزعبلاته ويهوي من برج غروره العاجي الي الابد .