معركة جسر الحلفايا انتصار سيخلده التاريخ

0

عاجل نيوز

 

 

 

مهدي مبارك

ربما أكثر ما ميز معركة جسر الحلفايا هو أنها كانت مفاجئة للجميع وأولهم مليشيا الدعم السريع، اختيار التوقيت وتوزيع القوة المهاجمة واستخدام جميع الأسلحة (مدفعية ثقيلة، مشاة، طيران، مسيرات، ضفادع بشرية ) هو ما أربك حسابات العدو وجعله غير قادر على استيعاب ما يدور حوله لأن كثافة النيران التي كانت تأتي إليه من مختلف الاتجاهات أعجزته عن التعامل معها

المهمة الأكثر صعوبة وخطورة والتي صنعت عنصر المفاجأة في المعركة هي عبور عدد من المقاتلين لنهر النيل سباحة وهم يحملون أسلحتهم علي ظهورهم حتى وصولهم إلى الشاطئ أسفل الجسر دون ضوضاء للالتفاف خلف خطوط المليشيا وقبل أن يفتح جنود العدو أعينهم فتحت فيهم النيران بطريقة مباغتة ما أوقع فيهم الكثير من القتلى والجرحى.

الكماشة التي نصبها الجيش حول قوات العدو جعلت قادته يطلبون النجدة من أماكن تواجدهم وهو ما كان قد تحسب له الجيش جيدا فكان سلاح الطيران في الموعد حيث تم القضاء تماما على كل موجات الفزع التي تنادت لنجدتهم قبل أن تصل إليهم لمعرفة الجيش مسبقا بالطرق التي سوف يمرون من خلالها وذلك كان هو الجزء المهم في الخطة الموضوعة لتدمير العدو وتشيت من تبقى من قواته وتدمير آلياتهم وسياراتهم القتالية وهو ما حدث بالضبط وفقا للخطة الموضوعة من قبل قيادة المتحركات والتي نفذت بإحكام تام.

ويمثلها ألجمت المفاجأة جنود العدو على الأرض كان وقع صدمتها لدى الغرف الإعلامية للدعم السريع وظهيره السياسي قوي الحرية والتغيير في الفضاء الإسفيري أكثر إيلاما، إذ لم يتبين لهم ما حل بقواتهم إلا بعد شروق الشمس فطفقوا ينشرون الأكاذيب التي تشكك في سيطرة القوات المسلحة علي الجسر من خلال نشر مقاطع فيديو قديمة ثم الترويج لانسحاب الجيش من الجسر وهو ما تبين كذبه في خاتمة المطاف.

معركة جسر الحلفايا سيخلدها التاريخ باعتبارها من أكثر المعارك التي أثبتت مدى قوة وصلابة الجيش السوداني والتي كان عمادها دقة التنسيق بين مختلف الوحدات المقاتلة أرضا وبحرا وجوا ،انتهت المرحلة الأولى من المعركة وتبقي الجزء الأخير لتصبح بحري بعدها خالية تمامآ من رجس المليشبا وهو ما أراه قريبا جدا بإذن الله تعالى.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.