مشاهد حقيقية … رحلة الموت بين السودان ومصر .. قصة أقرب للخيال 1_3
عاجل نيوز
تحركنا من عطبرة مساء الثلاثاء الماضي بعد شردت الحرب اللعينة امننا وأغلقت علينا كل سبل المعيشة وعلى امل ان نجد ملاذاً امنا يقينا ويلاتها
وبدأت الرحلة بوضع كله جشع من سماسر البكاسي وهم يمتصون ما بجيبك بكل جشع سخيف في عطبرة واتجهنا شمال عطبرة حتى وصلنا قهوة السلام او قهوة الجيش في الطريق الرابط بين هيا وعطبرة ومنها دخلنا قلب الصحراء في تسارع جنوني تتدلا ارجلنا خارج حوض البوكس مثل مشابك الغسيل .
وغبار الصحراء يعمي العيون وحتى أتى علينا الصبح وصلنا لمكان اسمه الرتج وهو ابشع مكان على وجه الأرض يتحكم فيه أبناء … لعنة الله عليهم لا ماء لا اكل واي شيء بمقابل كوز الموية 200 جنية والماء كالذهب يباع وهم يستمتعون بذلك
وكان من المفترض في منطقة الرتج المشؤمة هذه يتم نقلنا بواسطة ال … لداخل اراضي مصر حتي نصل للكسارة وهي تبعد عن اسوان 5 كيلومتر فقط
فقر … انهم لن ينقلونا ما لم ندفع لهم 1000 جنية مصري اضافية او ما يعادلها بالسوداني وهنا بدأت المأساة فمعظم الناس لا يمتلكون هذا المبلغ في هذا القفار ولا وسيلة للتواصل حتي يمدك من تعرف بالمال لا اتصال ولا نت وفجأة ظهرت عربة تحمل جهاز استار لنك وبدا الناس تتهاتف عليها للاتصال بذويهم او بشخص يحول لهم المال فكانت ابشع صور الاستغلال والجشع من صاحب جهاز النت .
وبعد ما الجشعين نالوا مبتغاهم من المال وملؤوا بطونهم تحركوا بنا للموت والمجهول وكان من المفترض ان يكون في ظهر كل عربة بوكس ما لا يقل عن نصف برميل ماء وهي كفيلة لانقاذ الارواح وكنا ما لا يقل عن 16 عربة بوكس تحمل كل عربة 15 شخص تقريبا
وتحركنا بعد الساعة 3 صباحا ونحن نسأل الله ان يوصلنا بالسلامة وحين أشرقت الشمس توقفت العربات واخرج ال … سلاحهم يلوحون به تعبيرا عن سيادتهم علينا وما اشرقت الشمس إلا لمأساتنا فكانت تزداد درجة الحرارة بشكل غريب وسريع وبدأ الناس تشعر بذلك والعربات تنطلق بسرعة جنونية في رمال الصحراء والناس تستجدي سائقي العربات بأن يعطوهم جرعة ماء فاعطونا القليل لا يكفي سد الرمق .