عثمان ميرغني:يكتب..ماذا يحمل البرهان في حقيبة سفره

0

رصد  – اخبار السودان العاجلة  –

 

 

 

حديث_المدينة السبت21 سبتمبر 2024

 

 

 

للمرة الثالثة على التوالي يسافر رئيس مجلس السيادة الفريق أول الركن عبدالفتاح البرهان إلى نيويورك لإلقاء خطاب السودان أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة. الخطابان السابقان لم يكن فيهما ما يبرر تكبد مشاق السفر باهظ التكلفة من خزينة شعب لا يجد ثمن الدواء ولقمة الطعام. فما الذي يجب أن يحمله البرهان في حقيبته هذه المرة ليجعل من مشاركته قيمة مرتدة على الوطن والمواطن.

 

 

 

الدورة رقم 79 بالنسبة للسودان ليست كسابقاتها. الأزمة وصلت الحلقوم والبلاد في مهب الريح. ويلتئم على خلفية المحفل الدولي الأكثر أهمية اجتماعا على مستوى وزراء الخارجية للمجموعة المرتبطة بمفاوضات سويسرا “ALBS” وآخرين.

 

 

 

إلقاء خطاب بروتوكولي -لا يخرج من المتوقع- يعني عمليا اضاعة فرصة لإعادة تصحيح الوضع الدبلوماسي الذي يعاني منه السودان حاليا.

 

 

العزلة الدولية التي سببها غياب مبنى ومعنى الدولة السودانية. كون أن هناك رئيس مجلس سيادة يشارك في المحفل الأممي لا يعني أن السودان يتمتع بالحضور والاحترام الذي يستحقه.

 

 

 

من الحكمة أن يدرك البرهان أنه في حاجة ماسة لاختراق حقيقي وليس مجرد تمثيل روتيني للبلاد أمام الجمعية العمومية.

 

 

الاختراق في اتجاهين:

الأول، في الافصاح بشجاعة عن ما يجب أن يكون عليه السودان بعد الحرب. ما يطلق عليه “اليوم التالي”. وأن يدرك أن هذا الأمر ليس شأنا داخليا، فالأزمة السياسية التي أوردت السودان موارد الإنهيار والفوضى يدفع ثمنها العالم أيضا جنبا إلى جنب الشعب السوداني. العالم الذي يتبرع من حر أموال شعوبه للأعمال الإنسانية و يجتهد في الوساطات ليوقف الحر ب.

 

الثاني، في العمل الآن على بلورة مبادرة سودانية خالصة شجاعة وجريئة تتخطى كل الواقع لتخاطب المستقبل. مبادرة في السياق السياسي بالضرورة تقفز فوق كل الخلافات مهما عمقت لتصنع منصة سياسية ذات أهداف قومية عليا تنزع شرعية الحر ب.

 

الحر ب التي تقترب من النصف الثاني من عامها الثاني لم تعد بالمفردات ذاتها التي بدأت عليها. يجب أن تنتقل لملعب الشرعية بصورة سافرة.

 

الجيش هو القوة الدستورية الشرعية داخليا ودوليا و منوط به حماية البلاد. أما الدعم السريع فهو قوة كانت تتبع للجيش ولكنها تمردت عليه وأعلن حلها ولم تعد موجودة رسميا لا داخليا ولا خارجيا. ومن هنا تسحب شرعية هذه الحر ب.

 

فلا مجال للمساواة بين الجيش و الدعم السريع “المحلول رسميا”. وقد أوضح ذلك وزير خارجية مصر السفير بدر عبد العاطي أمام وزير خارجية أمريكا بلينكين في المؤتمر الصحفي الذي جمع بينهما الأربعاء الماضي.

المعركة يجب أن تتحول ح ملعب الشرعية ولا شيء غيرها. أما الطرح الطويل الذي كتبه السفير عوض حسين وزير الخارجية “المكلف!” في مقال صحفي فهو يسير في عكس هذا الاتجاه. و أقصد بالتحديد حكاية أن للدعم السريع “ايديلوجيا” وأنه يبحث عن توطين من أسماهم “عربان الشتات” أي القبائل العربية في السودان فهذا بكل أسف مزيد من الغوص في الطين بدلا من الخروج من المستنقع. وزير الخارجية (المكلف!) في مقاله هذا يمنح الحر ب شرعية وحجة.

 

من الحكمة أن يدرك البرهان أنه في حاجة للجهر وبكلمات لا تقبل اللبس عن مستقبل الدولة السودانية وليس أزمتها الراهنة، فالعالم يبحث عن (سودان) ليدعمه ولا يجده.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.