للعطر افتضاح/د. مزمل أبو القاسم:يكتب..دفتر جرورة.. وحسابٌ مؤجل!
رصد – اخبار السودان العاجلة –
هل سمعتم منذ بداية الحرب أي نقدٍ من قادة (تقدم) وداعميها لمساندي وأبواق المليشيات في الإعلام؟
هل رأيتموهم يوماً يهاجمون الباشا طبيق وعمران عبد الله وعبد المنعم الربيع وبقال والفاتح قرشي وبقية الأبواق الإعلامية لمليشيات الدعم السريع؟
هل أقدم أمثال خالد سلك وصديق الصادق والنور حمد ومهرج الفترة الانتقالية جعفر حسن وبابكر فيصل وشريف محمد عثمان وبقية سياسيي زمن السقوط والعمالة والخيانة يوماً على اتهام مساندي المليشيات في الإعلام بتسعير الحرب كما يفعلون مع الإعلاميين المساندين لوطنهم وشعبهم وجيشهم؟
لم ولن يفعلوا.. مهما أوغلت أبواق المليشيا في العنصرية، ومهما أوعدت أهل السودان بالمزيد من القتل والسحل، لأنهم لا يرون فيهم عدواً تنبغي مناهضته وإدانته، ويعتبرونهم حليفاً يستوجب الدعم والتغاضي عن خطابه العنصري البغيض!
كل من يقف في الموضع الصحيح ويدعم الجيش ويفضح انتهاكات المليشيات ويعدد جرائمها المنكرة يتم وصفه بأنه (كوز)، ومُسعِّر الحرب ورافض للسلام، وكأن السلام لا يتحقق إلا بالتغاضي عن جرائم قرامطة العصر الحديث ومساندة جناحهم السياسي العميل المجرم!
لا يرون في من يتوعدون أهل الشمالية ونهر النيل والنيل الأبيض والقضارف أعداءً للسلام، ولا ينتقدون من يخرجون على الملأ ويهددون الحرائر في الولايات الآمنة بأن (الأشاوس) قادمون إليهن لاغتصابهن وترويعهن، ذلك لأنهم سبقوهم في ذلك الوعيد، حال عدم استسلام الجيش للمليشيات.. تحت ستار السلام المزعوم!
أوعدونا جماعةً بعبارة (إما الإطاري أو الحرب)؛ ثم أوعدنا خالد سلك لاحقاً بعبارة (إما جنيف.. أو الحرب الأعنف)، وقد رأينا نتاج وعيده عياناً بياناً في شرق الجزيرة باجتياح المليشيات للمدن والقرى وقتل أهلها وتشريدهم ونهبهم وسلبهم وإذلالهم.
يدعوا العملاء بكل وقاحةٍ إلى استقدام قوات أجنبية تحت ستار (حماية المدنيين)، ونجزم أنهم يريدونها لحماية المرتزقة وحمايتهم هم، وحملهم إلى السلطة مجدداً بطريقة الجلبي وكرزاي وبقية الخونة الذين باعوا نفوسهم وأوطانهم للشيطان، لأنهم يعلمون يقيناً ما ينتظرهم في الداخل جراء مساندتهم للقتلة الأوغاد!
يدعون إلى استجلاب تلك القوات بدعوى أنها ستوفر مناطق آمنة للمدنيين، ويتجاهلون أن من يعنونهم ظلوا يفرون منذ بداية الحرب من مناطق انتشار المليشيات إلى مناطق سيطرة الجيش بحثاً عن الأمن والاستقرار والخدمات!
يطلقون وصف (دعاة الحرب) على كل من تحدثه نفسه بدعم الجيش، ولا يرمون التهمة نفسها في وجوه داعمي المرتزقة في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، ويتهمون الجيش بأنه (فشل) في حماية المدنيين، ثم يكفون ألسنهم ولا يكملون الجملة ليوضحوا للناس (الحماية ممن.. ومن ماذا)؟
ما الذي حدث للمدنيين واستوجب من الجيش حمايةً لم يوفرها لهم؟
ما الجهة التي اعتدت على المدنيين وقتلتهم وهجّرت الملايين منهم وسلبتهم منازلهم وأموالهم وسياراتهم وممتلكاتهم واغتصبت نساءهم وأذلتهم وجوعتهم وأذهبت أمنهم وطمأنينتهم وحولتهم إلى لاجئين ومشردين ونازحين؟
لماذا يكفون أفواههم القذرة عن نقد المليشيات ومهاجمة مسانديها في الإعلام ولا يتعاملون معهم مثلما يتعاملون مع من يدعمون الجيش ويفضحون جرائم مرتزقة آل دقلو الأوباش؟
يتعاملون معهم بكل رفق لأنهم منهم، ومثلهم.. والغون في دماء أهلنا، ومشاركون في العدوان السافر الذي تعرض له ملايين السودانيين بمنتهى اللؤم والخسة!
يمتد تواطؤهم المفضوح ليشمل الصمت الجبان على ما يفعله كفلاء المليشيات.. إذ يرفضون إدانة الكفيل على إمداده للمليشيات بالسلاح والعتاد الحربي، بل يرفضون حتى مطالبته بكف يده عن تسعير الحرب في السودان، لكنهم لا يجدون حرجاً في المطالبة بحظر الطيران والمُسيَّرات (الإيرانية)، بتدخلٍ دولي، لأنهم يستهدفون حماية أنفسهم وحليفهم المجرم لا الشعب.. ويريدون تجريد الجيش من أبرز نقاط قوته، ولا تهمهم حماية المدنيين الذين فعل بهم المرتزقة الأفاعيل!
يطلقون على من يدعمون الجيش صفة (معسكر الحرب)، ولا ينعمون على مساندي المرتزقة بالوصف نفسه، لأنهم يعتبرون المليشيات في صفهم، ويصنفونها في (معسكر السلام)، مهما تمدد إجرامها وتعددت انتهاكاتها وتلطخت أياديها بدماء الأبرياء.. بل يهددون أهلنا بالمزيد من القتل والسحل والاغتصاب والنهب والسلب ما لم نخضع للمليشيات ونتفاوض معها ونقبل وجودها في حياتنا وساحتنا العسكرية والسياسية مجدداً، بل تمتد عمالتهم لتشمل التنكر لشعار (الجنجويد ينحل) كما فعل محمد الفكي سليمان الذي طالب بالمحافظة على مليشيات الدعم السريع وعدم حلها بادعاء أنها (بُنيت بأموال دافعي الضرائب في السودان)، فأي خيانةٍ تلك وأي عمالةٍ وأي تواطؤٍ وارتزاق؟!
يدعون قادة الجيش للاستسلام لا السلام، وقد فضحتهم أفواههم عندما أنطق المولى عز وجل ناطقهم الرسمي بكري الجاك فطالب قادة الجيش بالاستسلام جهاراً نهاراً، وضرب مثلاً باستسلام اليابان في الحرب العالمية الثانية، وعدّد فوائد ذلك الاستسلام على اليابانيين!
من يصمتون على جرائم المرتزقة ويتغاضون عن أفعال أبواقها الإعلامية ويهاجمون الشرفاء المصطفين مع وطنهم وشعبهم وجيشهم خونة أوغاد، لا يقلون إجراماً وخسةً وعمالةً عن أي جنجويدي مجرم يقتل الأبرياء ويغتصب النساء ويحتل المنازل ويهجر الآمنين، بل يفوقونه جبناً ونذالة.
لهؤلاء العملاء والخونة مع أهل السودان (دفتر جرورة وحسابٌ مؤجل).. وسيرون!!