اخبار السودان العاجلة

«كلمة نازح» تفجر المفاجأة: كيف ابتلعت النخبة الطُعم في الفاشر؟

رصد  – اخبار السودان العاجلة  –

 

 

 

في ضربة عسكرية وأمنية معقدة، تكشّفت خيوط معركة وصفت بأنها الأذكى منذ اندلاع الحرب، بعدما قادت معلومة شفهية غير دقيقة قوات النخبة التابعة لمليشيا الدعم السريع إلى فخ قاتل نصبه الجيش في الفاشر، انتهى بخسائر ضخمة وصادمة، لم تكن المليشيا تتوقعها.

 

 

أفادت مصادر خاصة بأن عدداً من النازحين، بينهم نساء وكبار سن، قدموا معلومات مضللة للمليشيا عقب احتجازهم لفترة وجيزة ثم الإفراج عنهم. فُهم من هذه المعلومات أن القوات المدافعة عن الفاشر قد انسحبت وتخلّت عن مواقعها، وهو ما دفع قادة المليشيا لتوجيه كتيبة نخبة مدربة تدريبًا عاليًا إلى المدينة، ظنًّا أن الطريق بات مفتوحًا.

 

 

فور دخول الكتيبة الخاصة، تعرّضت لهجوم كاسح من القوات المشتركة، انتهى بتدمير 6 مدرعات إماراتية من نوع “صرصر”، وتفجير 10 عربات قتالية، ومقتل وتشتيت عشرات المقاتلين، مع مطاردة من نجا حتى أطراف المدينة. خسائر وصفتها المصادر بأنها غير قابلة للتعويض، وأثارت غضباً داخل صفوف المليشيا، التي حمّلت جهاز استخباراتها مسؤولية الاعتماد على معلومة شفهية دون تحقق.

 

 

المعركة التي وقعت يوم الأحد، جاءت بعد أكثر من 45 يومًا على آخر محاولة لاقتحام الفاشر، ويعتقد محللون أن قادة الدعم السريع حاولوا إحياء زمام المبادرة عبر الدفع بأقوى وحداتهم الخاصة. لكن النتائج كانت عكس ما تمنّوه، إذ اعتبرها مراقبون “صفعة مزدوجة”، عسكرية واستخباراتية، أدت إلى تبخر رهان المليشيا على “القوة الحاسمة”.

 

 

أستاذ العلوم السياسية د. محمد عمر يرى أن الجيش نفذ واحدة من أذكى خدعه الميدانية، عندما أوحى بتقهقر قواته، ما دفع المليشيا لابتلاع الطُعم والتقدم داخل مدينة جاهزة للانقضاض، لتنتهي المواجهة بما يشبه “كميناً ناعماً” خطف أنفاس قوات النخبة.

 

 

ويرجّح مراقبون أن تكون هذه المعركة بداية النهاية لرهان المليشيا على قواتها الخاصة، مؤكدين أن المرحلة المقبلة قد تشهد عمليات انتقامية يائسة أو هجمات انتحارية من عناصر لم يعد لديها ما تخسره.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.